قصة أصحاب الكهف فوائد وعبر
قصة أصحاب الكهف فوائد وعبر
  قص الله تعالى في القرآن الكريم قصة أصحاب الكهف والرقيم، وهي قصة معروفة وخلاصتها: أنهم فتية آمنوا بالله، وكان قومهم مشركين كافرين بالله، فهربوا بدينهم حين أحسوا بالخطر على أنفسهم وتبعهم في طريق هروبهم كلب فدخلوا كهفاً ليختفوا فيه ويستريحوا ووقف الكلب على باب الكهف فرقدوا فيه رقدة طويلة ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً، ورقد كلبهم معهم على باب الكهف، فلم ينتبهوا من رقدتهم إلا بعد هذه السنين الكثيرة.
  فلما انتبهوا بعثوا واحداً منهم ليشتري لهم طعاماً، وأوصوه بأن يشتري بخفية بحيث لا يشعر به أحد؛ خوفاً من قومهم، فذهب أحدهم وانكشف أمره، ثم انكشف أمر أهل الكهف، فأماتهم الله في كهفهم، وبنوا عليهم بنياناً ... إلخ.
  وفي القصة فوائد وعبر:
  ١ - أن التائب إذا تاب من شركه أو من معصيته ورجع إلى الله فإن الله تعالى يحوطه بألطافه وتوفيقه، فيزيده هدى إلى هداه، ويحفظه من شر الأعداء، ويؤيده بنصره، ويثبته على الهدى بما شاء من الكرامات أو من غيرها.
  ٢ - أن تابع الصالحين ومصاحبهم يشاركهم فيما يتحفهم الله تعالى به من الكرامات في الدنيا، فقد رقد معهم الكلب تلك المدة الطويلة، وانتبه حين انتبهوا، وشهر الله تعالى أمره في قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
  ٣ - أن من شأن المؤمن أن يهرب بدينه، وأن يهجر أهل المعاصي ويبتعد عنهم ولا يصاحبهم.
  ٤ - أن الخوف من الظالم والهروب منه لا ينافي التوكل على الله.
  ٥ - أن الهروب من الظالم عند الخوف على الدين أو النفس أمر مطلوب من المؤمن.
  ٦ - أن الله تعالى لا يضيع من هرب بدينه.