[القياس في القرآن]
  في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: وقد قال العلماء كل صفة يستحيل حقيقتها على الله تعالى تفسر بلازمها. قال الإمام فخر الدين: جميع الأعراض النفسانية - أعني: الرحمة والفرح والسرور والغضب والحياء والمكر والاستهزاء - لها أوائل ولها غايات، مثاله: الغضب فإن أوله غليان دم القلب وغايته إيصال الضرر إلى المغضوب عليه، فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب بل على غايته الذي هو إرادة الإضرار، وكذلك الحياء له أول وهو انكسار يحصل في النفس، وله غاية وغرض وهو ترك الفعل؛ فلفظ الحياء في حق الله يُحْمَل على ترك الفعل لا على انكسار النفس.
[القياس في القرآن]
  · قال الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ٦٢}[الواقعة]، {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}[يس: ٧٩]، وفي القرآن كثير من هذا الاستدلال الذي هو قياس الإعادة على الإنشاء.
  وفيه أيضاً قياس البعث على إحياء الأرض بالماء متكرراً بكثرة في القرآن كقوله في سورة (ق): {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ ١٠ رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ١١}.
  نعم، فيما قص الله علينا في كتابه من القصص يدل على العمل بالقياس، وذلك أنه تعالى قصها علينا لنعتبر ونتعظ، فلا نقع فيما وقعوا فيه فيحل بنا ما حل بهم، وهذا معنى القياس.
[في الاحتجاج على منكري البعث]
  · بسم الله: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ٣٥}[القلم].
  · {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ٢٨}[ص].
  وفي القرآن الكثير من هذا القبيل، وهو حجة يحتج الله تعالى بها على الذين ينكرون البعث والحساب.