زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة التوبة]

صفحة 108 - الجزء 1

[فوائد من سورة التوبة]

  · قال الله سبحانه وتعالى: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...} الآية [التوبة: ٥٥]:

  يحسب الناظر إلى العصاة ذوي الترف والغنى، وما هم فيه من كثرة الأولاد والأزواج أنهم في راحة ونعيم واطمئنان، وكيف لا يكون كذلك وأسباب الراحة والاطمئنان والنعيم متوفرة لديهم، والطرق إلى بلوغ شهواتهم ورغباتهم معبدة، ينالون كل شهوة، ويصلون إلى كل رغبة.

  - هذا هو ما يتصوره الناظر إليهم ويعتقده فيهم، وفي الواقع وحقيقة الأمر أنهم بخلاف ذلك كله، فهم في خوف عظيم، وقلق مستمر، وسهر متواصل، وهموم وغموم متراكمة، وضنك مستمر، وحرج وضيق، وصدق الله العظيم: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ..}⁣[طه: ١٢٤].

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ١٠٥}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ١ - أن الله سبحانه وتعالى يظهر عمل العامل المؤمن للمؤمنين، وإن اجتهد في التكتم والسرية.

  ٢ - وهكذا يظهر الله تعالى عمل المنافق للمؤمنين، ولو جهد في إخفائه وإسراره.

  ٣ - أن ترك العمل السيئ وفعل الأعمال الحسنة بدافع مركب من أربعة أركان لا يضر النية:

  أ الخوف من أن يطلع الله تعالى عليه.

  ب الخوف من اطلاع رسول الله ÷ عليه.

  ج - الخوف من اطلاع المؤمنين عليه.

  د - الخوف من الجزاء والعقاب.

  وعكس هذه الأربعة في عمل الحسن، إن مثل هذه النية لا تفسد العمل عند