[فوائد من سورة الذاريات]

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}⁣[الذاريات: ٢٢]:

  ١ - كل ما يحتاجه الإنسان والحيوان من الرزق لا يحصل إلا بالماء النازل من السماء، ولولا ما ينزله الله تعالى من ماء السماء لعدمت أرزاق الإنسان والحيوان، فمياه الأنهار والوديان ومياه العيون النابعة من الأرض أو من الجبال حصلت من مياه الأمطار النازلة من السماء {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}⁣[المؤمنون: ١٨].

  ٢ - وما توعد الله تعالى به المجرمين من العذاب يأتي من السماء، فالصواعق والعواصف والفيضانات وكثرة الأمطار والثلج وشدة البرد وشدة الحر و ... إلخ يأتي من السماء.

  ٣ - إذا كان رزق أهل الأرض في السماء، فإنهم يعلمون علماً ضرورياً أنه لا قدرة لهم على إنزاله، ولا في استطاعتهم أن يصلوا إليه.

  وهكذا ما يخشون نزوله عليهم من العذاب هو في السماء، ولا طاقة لهم على دفع العذاب النازل بهم من السماء.

  فإذا استيقن أهل الأرض ذلك، وقر علمه في قلوبهم - فمن الجدير بهم أن يتوجهوا إلى من يملك ذلك ويقدر عليه، فيعطوه من أنفسهم ما يجلب لهم رضاه، وما يدفع عنهم سخطه.