بيان تابع:
[فوائد من سورة الجاثية]
  · {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}[الجاثية: ٢٢]:
  خلق الله السماوات والأرض وما بينهما من الإنس والجن والملائكة وغيرها لغرض عظيم وحكمة عظيمة، وقد ذكر الله تعالى هذه الحكمة وذلك الغرض العظيم في كتابه الكريم، فذكر من ذلك بعض ما عرَّفنا:
  ١ - في السماوات والأرض وما بينهما آيات عظمة الله وجلاله وكماله وربوبيته، وآيات سعة رحمته، وآيات إحاطة قدرته وسعة علمه وكبريائه، وآيات حكمته وغناه وعزته وقوته.
  ٢ - خلق الله المكلفين، وخلق لهم السمع والأبصار والأفئدة لينظروا في آيات الله المبثوثة في السماوات والأرض وفي أنفسهم، وفي عظيم نعمة الله عليهم، وكثرة آلائه السابغة عليهم؛ ليشكروا الله وليعظموه وليعبدوه.
  ٣ - خلق الله السماوات والأرض وما بينهما ليرتب على ذلك الجزاء الوافي للمحسنين على إحسانهم، وللمسيئين على إساءتهم في الدار الأخرى.
بيان تابع:
  في خلق السماوات والأرض وما بينهما دلائل واضحة على علم الله وحكمته وغناه وعزته و ... إلخ، ورأينا الأجيال يخلف بعضهم بعضاً، بعد أعمار يعمرونها على ظهر الأرض، ولا بد على مقتضى حكمة الله وعلمه أن يكون له تعالى حكمة عظيمة في خلق الإنسان في أحسن تقويم، الذي زوده في خلقه بالسمع والبصر والعقل والروح، وكرمه وفضله على كثير من مخلوقاته، وجعله خليفة في الأرض، وجعله أعظم المخلوقات الأرضية، وجعل له من السلطان في الأرض ما لم يجعله لغيره، ثم جعل له عمراً محدوداً، يكون ضعيفاً في أول عمره، ثم يدرجه في القوة والكمال إلى أن يبلغ أشده، ثم يأخذه الضعف شيئاً فشيئاً، إلى أن ينتهي به الضعف إلى الموت، يتراوح هذا العمر في المتوسط ما بين الستين والسبعين.