زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تسليط الله على بني إسرائيل بسبب إفسادهم وعلوهم]

صفحة 433 - الجزء 1

  القرآن، وهناك آيات أخرى في عصاه # جاءت بها الآثار.

  ٢٣ - وقد يؤخذ منها أن على المكلف إذا أراد أمراً أن يأخذ بالأسباب والمظنات التي قد يترتب عليها حصول المطلوب، أما حصول المطلوب فهو بيد الله، فلا يكْتَفِ الطالب للأمر بالأخذ بالأسباب، بل يسأل الله تعالى ويتضرع إليه في حصول مطلوبه.

  وحاصل ذلك أن حصول المطلوب مرهون بحصول أمرين اثنين:

  ١ - الأخذ بالأسباب.

  ٢ - الدعاء والتضرع إلى الله والاعتماد عليه، والرغبة إليه في حصول المطلوب.

[تسليط الله على بني إسرائيل بسبب إفسادهم وعلوهم]

  · قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ٥ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ٦ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ٧ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}⁣[الإسراء]:

  فيه ما يدل على أن الله تعالى أراد ما نزل ببني إسرائيل من القتل والخراب والدمار والخزي والنكال، ولا مانع هنا من أن يريد الله تعالى ذلك ببني إسرائيل؛ لأنهم أفسدوا في الأرض فساداً استحقوا به ذلك.

  وهذا بخلاف ما نزل بالمسلمين من المشركين في يوم أحد فإنهم لم يفعلوا ما يستحقون به القتل والجراح والهزيمة، والذي صدر منهم هو مخالفتهم للرسول ÷ وعصيانهم لأمره، وذلك أنه أمر طائفة من الجند أن يقفوا في مكان عينه لهم لحماية المواجهين للعدو، ونهاهم أن يبرحوا من مكانهم على الإطلاق سواء أكانت المعركة للمسلمين أم عليهم، وفي