زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[عرش بلقيس ومن الذي أتى به؟]

صفحة 392 - الجزء 1

  وقد قيل: إن سليمان # أمر بلقيس بدخول الصرح من أجل أن ترفع ثوبها ليرى ساقيها، وذلك أنه كان قد بلغه أنها مشعرة الساقين، أي: أن في ساقيها شعراً كثيراً، ولا ينبغي الالتفات إلى هذا القول.

  وما ذكرناه هو الصحيح، والأولى بالقبول وذلك:

  أنها أعلنت إسلامها حين عرفت الآية في ذلك البناء، فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٤}.

[عرش بلقيس ومن الذي أتى به؟]

  {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ...} الآية [النمل: ٤٠]:

  القول الراجح عندي: أن الذي عنده علم من الكتاب هو جبريل # وذلك أن الله تعالى قد سماه بهذا الاسم في قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ٤٣}⁣[الرعد].

  - {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ...} الآية [النمل: ٤٢]:

  عرض سليمان # على بلقيس آيتين تدلان على نبوته: إحداهما: في عرشها حيث عرض عليها في الشام.

  والثانية: في الصرح الممرد من القوارير.

  فإن قيل: كيف يتم نقل عرشها من اليمن إلى الشام في لحظة مقدرة بطرفة العين مع بعد المسافة بين البلدين؟

  قلنا: ذلك أمر مستبعد من قدرة البشر بل إنه مستحيل في قدرات البشر؛ أما بالنسبة لقدرة الله فلا يستبعد عليها البعيد ولا يعجزها كبير ولا صغير، وقد أعطى الله تعالى البشر قدرات محدودة وأعطى الملائكة قدرات أكبر مما أعطى البشر، وجبريل # من عظماء الملائكة ~ وعليهم وقد أعطاه الله تعالى من القوة والقدرة والتمكن ما يمكنه من نقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام في طرفة العين.