زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة القيامة]

صفحة 254 - الجزء 1

[فوائد من سورة القيامة]

  · قال تعالى: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢ ..}⁣[القيامة]:

  أقسم الله تعالى هنا بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها على فعل ما لا ينبغي ولا يجوز، أو على ترك ما يحق فعله.

  - ويظهر لي والله أعلم أن النفس هذه هي غير العقل؛ لأن وظيفة العقل هي معرفة الحسن والقبيح، والخطأ والصواب والحكم بذلك، وبعد حكم العقل تنبعث النفس إلى الارتياح بفعل الحسن والصواب، وتنكسر لفعل القبيح والخطأ، وتلوم صاحبها على تفريطه.

  وهناك نفس أخرى هي النفس الشهوانية، وهي التي تميل بصاحبها إلى فعل المشتهيات، وفي هذه النفس يقول الله تعالى: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠}⁣[النازعات].

  - وأقسم الله تعالى بالنفس اللوامة؛ لشرفها وكرامتها، وعظيم نفعها، وليلفت العباد أنظارهم للتفكر فيها، وفيما جعل الله تعالى من النعمة العظيمة فيها للعباد، وفيما فيها من الدلالة على عظيم قدرة الله تعالى، وعظيم منته، وما جعل فيها من الألطاف الداعية إلى التوبة وإلى تلافي ما فرط من العبد.

  - وأقسم الله تعالى بيوم القيامة لينبه الله تعالى بالقسم به العباد إلى عظمة ذلك اليوم وإلى ما يجيء به من الحساب والجزاء والجنة والنار والثواب والعقاب، فإنهم إذا انتبهوا وتفكروا في ذلك اليوم العظيم انبعثت الدواعي في نفوسهم إلى طاعة الله ورسوله ÷.

  - وحين أقسم الله تعالى بهذين القسمين الذين يدل أحدهما على عظيم قدرة الله في خلق النفس اللوامة، ويدل الآخر على الأمر العظيم الذي سيؤول إليه الخلق أردف الله تعالى ذلك بما يدل على قدرة الله تعالى على بعث الخلائق وإعادتهم إلى الحياة مرة أخرى فقال: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ٣ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ٤}⁣[القيامة]، استنكر الله تعالى على الإنسان الذي ينكر البعث بعد الموت، كيف ساغ له إنكار البعث وإمكانه على الله وهو