زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[السرور والفرح]

صفحة 112 - الجزء 1

  يخالطه الإعجاب بالنفس، وهو محرم.

  ٦ - يظهر من الآية أن كثيرًا من الصحابة كان فرحهم متعلقًا بالمال وجمعه، فأمرهم الله أن يخصوا فضل الله عليهم ورحمته بالفرح، ويعلقوه بذلك، دون المال وجمعه.

  ٧ - يؤخذ من هنا أن المؤمنين بالنبي ÷ كانوا في فقر وشدة عند نزول هذه الآية.

  ٨ - أن ما هم فيه من الفقر والشدة جعلهم ينظرون إلى الأغنياء وما هم فيه من الغنى والترف يستعظمون ذلك ويعجبون به، ونسوا ما هم فيه من فضل الله العظيم عليهم ورحمته بهم - فوجه الله بهذا الخطاب المزعج لينبههم به من غفلتهم، ويذكرهم من نسيانهم.

[السرور والفرح]

  السرور والفرح هو فطرة وطبيعة بشرية تحصل عند حدوث نعمة أو ظفر ببغية أو نحو ذلك، وحصولها ضروري لا حيلة في دفعه، ولا يستتبع ذلك ولا يلحق بسببه مدح ولا ذم.

  وما ورد من ذم الفرح فليس لذات الفرح، وإنما هو لما يصحبه من نسيان نعمة الله على العبد وغفلته عن الشكر، أو لما يصحبه من الإعجاب بالنفس مثلما صدر من قارون، فإنه أعجب بما آتاه الله من الكنوز وقال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}⁣[القصص ٧٨]، فظن أنه ببصره وبصيرته وحذقه وسياسته هو الذي جمعها، وأنه لعلمه بطرق المكاسب والأرباح جمع ما جمع، وكثر ما كثر؛ فلإعجابه بنفسه نسي نعمة الله عليه.

  والفرح الذي أمر الله تعالى به في الآية هو الفرح والسرور الذي يتبعه الشكر، فإن المؤمن إذا فرح بالنعمة واستعظمها توجه بشكره وحمده إلى الله الذي أولاه تلك النعمة.