زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الروم]

صفحة 172 - الجزء 1

  يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ...}⁣[النور: ٦٣]، وقال تعالى في آخر قصة أصحاب السبت التي قص فيها فتنتهم: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٣}⁣[الأعراف].

  لذلك يمكننا أن نقول: إن الفتن تنقسم إلى قسمين اثنين:

  ١ - الفتنة التي ذكرنا، وهي ما تكون المعاصي سبباً لحصولها، وهذه الفتنة خاصة بالفاسقين المتمردين على الله بعصيانهم.

  ٢ - فتنة عامة وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله: {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ٣}⁣[العنكبوت].

  والفرق بين الفتنة الخاصة وبين الفتنة العامة أن الفتنة الخاصة كانت عقاباً وجزاءً على عصيان العصاة، والفتنة العامة ليست عقاباً وإنما جاءت لاختبار الداخلين في الإيمان وتمييز صادق الإيمان من كاذبه.

  ويظهر لي أن الفتنة الخاصة أشد وأعظم من الفتنة العامة، وذلك لأن الفتنة الخاصة جاءت عقاباً وجزاءً على اقتراف المعاصي، وذلك سبب مناسب للتشديد في الجزاء.

  وليست الفتنة العامة عقاباً ولا جزاءً كما أسلفنا فمن الحكمة أن لا تكون في شدتها وعظمها كالفتنة الخاصة.

  · {وَاختلاف أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}⁣[الروم ٢٢]:

  اختلاف أصوات البشر آية من آيات الله الدالة على قدرته، وعلمه وحكمته، فإن لكل واحد من البشر صوت مخالف لأصوات غيره من الناس.

  وهكذا اختلاف ألوان البشر فإنه آية من آيات الله العظيمة، إلا أن اختلاف الألوان البشرية ليس عاماً لكل فرد من أفراد البشر فقد يتفق أن تتوحد ألوان عدة من الناس في السواد أو البياض، أو في الحمرة، أو في الصفرة، أو فيما بين ذلك من شدة اللون وفتوره.