زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة السجدة]

صفحة 174 - الجزء 1

  · {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٢٣ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ٢٤}⁣[السجدة]:

  - قد فسروا: {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} بلقاء محمد ÷ لموسى ~ في السماء ليلة المعراج، وبلقائه في يوم القيامة، والمناسب تفسير ذلك بغير ما فسروا وهو أن يكون:

  فلا تكن في مرية من لقاء مثل ما لقي موسى من العناء والنصب والأذى الكثير المتطاول، فصبر وصبر معه المخلصون فجعلهم الله بصبرهم أئمة يهدون إلى الحق ... إلخ.

  وحينئذ فتكون هذه الآية في المعنى مثل قوله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}⁣[الأحقاف: ٣٥]، وهو الحث للنبي ÷ على الصبر وتحمل الأذى الذي يلاقيه في سبيل تبليغ رسالة ربه، ثم الوعد بالعاقبة الحسنة للمؤمنين الصادقين في إيمانهم، والصابرين لربهم.

  ويؤخذ من ذلك:

  ١ - أن على الدعاة إلى الله أن يعدوا أنفسهم لتحمل الأذى في سبيل الدعوة، وأن يقابلوا ذلك بالصبر.

  ٢ - أن الإمامة في الدين ثواب عاجل للصبر في سبيل الدعوة إلى دين الله، وعلى الإيمان الراسخ بآيات الله.

  ٣ - أن العلم والحكمة ثواب يعطيه الباري تعالى للمتقين الداعين إلى الله الصابرين.