[فوائد من سورة القيامة]
  يرى قدرة الله العظيمة في نفسه حيث خلقه ولم يكن شيئاً مذكوراً، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، وركبه فأحسن تركيبه، وصوره فأحسن صورته، كيف يظن مع ما يرى من ذلك أن الله تعالى لا يقدر على إعادة الحياة إلى العظام البالية، فإن العاقل يحكم بأن إعادة الخلق أسهل من ابتداء خلقه.
  - وعلى مقتضى ذلك فإن الله قادر على تسوية الإنسان وإعادته كما كان يجمع صفاته الجليلة والدقيقة حتى تسوية البنان وتخاطيطها المختلفة من إنسان لإنسان بحيث لا تتساوى تخاطيطها، ولا تتشابه على الإطلاق.
  - ثم قال تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ٥ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ٦}: ثم أخبر تعالى أن إنكار المنكرين للبعث وكفرهم به ليس لخفاء الحجة على عقولهم وعدم معرفتهم بها، وتعقلهم لها، بل إن إنكارهم للبعث وتعنتهم إنما كان لتمردهم وفجورهم، وإرادتهم للاستمرار على الفجور وارتكاب الشهوات والانصياع مع الأهوية، وإذا ذكر بيوم القيامة يستبعد ذلك ويجحده، هكذا أخبر الله تعالى عن طبيعة الكافر المنكر للبعث.