زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من آية: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي}]

صفحة 295 - الجزء 1

[فوائد من آية: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}]

  · قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}⁣[الحجرات]، في هذا فوائد:

  ١ - أن رفع الصوت والجهر به عند الخطاب من سوء الأدب: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}⁣[لقمان].

  ٢ - أن رفع الصوت والجهر به وإن كان من سوء الأدب جائز عند مخاطبة الناس بعضهم لبعض.

  ٣ - أنه يكره رفع الصوت عند من يستحق التعظيم والتكريم كالعلماء والأئمة والأبوين.

  ٤ - في ذلك تنبيه على أن المكلف يجب عليه أن يتحرز من صغائر الذنوب كما يتحرز من كبائرها، وأن الذنب الصغير إذا لم يتداركه المكلف قد يحبط ثوابه وحسناته.

  ٥ - في الآية دليل على صحة المذهب الكلامي الذي يقول بالإحباط وينفي الموازنة.

  ٦ - الخطاب لصحابة الرسول ÷، وأعمالهم التي يخشى عليها الإحباط برفع أصواتهم فوق صوت النبي ÷ هي: الإيمان والهجرة والجهاد وصحبة النبي ÷ فيؤخذ من ذلك: أن الصحابة كغيرهم لا يغني عن عصاتهم من عذاب الله شيء.

  كما يؤخذ من الآية: أن الصحابة كانوا لشدة تواضع النبي ÷ وكريم أخلاقه ولطافته ولين جانبه يسيئون عليه الأدب ولا يعطونه ما يستحق من التعظيم والتوقير.

  وإذا كان نزول هذه الآية في الشيخين أبي بكر وعمر كما في البخاري وهما من كبار الصحابة فكيف سيكون أدب غيرهما من الصحابة، وقد كان نزول هذه الآية في السنة التاسعة من الهجرة وهي سنة الوفود، ولم يعش النبي ÷ بعد ذلك إلا سنة تقريباً.