الجواب والله الموفق:

  أن حكمة الحكيم تبارك وتعالى اقتضت أن يكون المكلف مختاراً يعمل ما شاء بمحض إرادته وقدرته، لا حائل بينه وبين ما يريد من الأعمال، وتماماً كما قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ...}⁣[الكهف: ٢٩]، فعبر الله تعالى عن هذه التخلية التي اقتضتها حكمته بالجعل فقال تعالى: «جعلنا» ولم يصدر من الله تعالى جعلاً، وإنما صدر منه تعالى التخلية، غير أن المكلف لما اتخذ التخلية طريقاً إلى عمل الشر ووسيلة إليه وكانت هي السبب في حصول ذلك من المكلف - أسند الجعل إلى فاعل ذلك السبب إسناداً مجازياً.

  واللام في قوله: «ليمكروا» هي لام العاقبة مثلها في قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}⁣[القصص: ٨]، وكذلك تفسير الآية الثانية وما شابهها.

اكتساب المال في القرآن

  ١ - ذكر الله تعالى السفر للتجارة وكسب المال فقال: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}⁣[المزمل: ٢٠].

  ٢ - وذكر تعالى التجارة في الحج فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ ... الآية}⁣[البقرة: ١٩٨].

  ٣ - وأمر الله تعالى بانتشار المسلمين لطلب الرزق فقال: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}⁣[الجمعة: ١٠].

  ٤ - وأمر تعالى بالمشي لطلب الرزق فقال: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ١٥}⁣[تبارك].

  ٥ - وتمنن الله تعالى على عباده بإنزال الماء من السماء وإخراج الحبوب والثمار من الأرض، وأمر بالزكاة في ذلك.