[ما هي السبع المثاني]
  وما سوى هذه السور فأكثره نزل بمكة والسور المكية ليس فيها شيء من التشريعات، وإنما تركزت السور المكية على إثبات توحيد الله تعالى، وإبطال الشرك، وإثبات البعث بعد الموت والجزاء والحساب والجنة والنار، وعلى عرض ما جرى على المكذبين للرسل À من العذاب في الدنيا والنكال، وعلى ما يدور حول هذا الموضوع.
  - والمثاني صفة من صفات القرآن الكريم التي وردت في القرآن في قوله تعالى: {مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}[الزمر: ٢٣]، وسمي القرآن مثاني لأن المواعظ تثنى فيه، وهكذا القصص والأوامر والنواهي والعبر والأمثال فإنها تثنى فيه.
  أو أنه سمي مثاني لما فيه من الثناء على الله تعالى.
  - قوله: {مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ٨٧}[الحجر]، هو من عطف العام على الخاص.
  وعلى القول بأن السبع المثاني هي فاتحة الكتاب يقال: سميت الفاتحة السبع المثاني لأنها سبع آيات تثنى في الصلاة أي تقرأ فيها أولاً وثانياً، أو سميت بذلك لما فيها من الثناء على الله تعالى.
  ولكن يشكل على القول بأنها السبع السور الطوال أن السورة التي فيها هذه الآية مكية، والسور الطوال مدنية إلا سورة الأعراف، والأنعام، فلم يكن النبي ÷ قد أوتي السور الطوال حين نزلت عليه تلك الآية.
  وحينئذ فيتجه لنا أن نقول: يحتمل أنها الفاتحة، أو أنها الحواميم: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.
  ولهذه السبع السور فضائل مأثورة عن النبي ÷، ويحتمل أن السبع المثاني سبع سور غير تلك، والله أعلم.
  - {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ٨٧}[الحجر]: يخاطب