المبحث الرابع المسند
  صباحك سعيد، ويومك طيب لأنه بدأ بالكلمة ذات الوقع الحسن على آذاننا وقلوبنا.
  ونكره من يقول لصاحبه: خسرت تجارتك. لأنه بدأ بكلمة «الخسارة»، إذ كان يستطيع الإخبار عن نبأ السوء متأخراً فيقول: تجارتك خسرت. والفرق بسيط، يكمن في استهلال الكلام وبدئه ليس إلا.
٣ - التشويق إلى المسند إليه
  ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
  فكلمة «ثلاثة» مسند، وهو نكرة، وقد لحقته أوصاف مشوقة إلى معرفة من هم هؤلاء الذين تشرق الدنيا ببهجتهم ووجودهم.
  هذا التشويق هو المسوّغ للمسند النكرة أن يحلّ أولاً.
المسند الجملة
  يكون المسند جملة فعلية أو اسمية لغايات. منها.
  ١ - تقوية الإسناد: نحو: طَلْعة تفرح العيون. ونحو: المؤمنون إذا ما بايعوا صَدَقوا. ونحو: المرهفات أنت سيدها.
  ٢ - إفادة التجدد أو الثبوت والتجدد يكون في المسند الفعلي، كما يكون الثبوب في المسند الاسمي.
  زهرات السماء حيا بها قَوْمي ... من الحُورِ في السماءِ رسولُ
  أرز لبنان أيكة في ذرانا ... والفراتان ماؤنا والنيل(١)
(١) ديوان بدوي الجبل ص ٣٢٩ وعنوان القصيدة: «أينَ أينَ الرّعيلُ من أهل بدر؟».