البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث السابع الوصل والفصل

صفحة 174 - الجزء 1

  فالإنشاء مع الخبر نحو:

  لست مستمطراً لقبرك غيثاً ... كيف يظما وقد تضمن بحراً؟

  وعدم وجود مناسبة نحو:

  كفى بالشيب واعظاً. صلاح الإنسان في حفظ الوداد.

  ٣ - إذا كانت الثانية جواباً لسؤال مذكور أو مقدّر في الجملة الأولى.

  وهذا شبه كمال الاتصال.

  قال لي: كيف أنت؟ قلتُ: عليل ... سَهَرُ دائم، وحُزنٌ طويل

  هذا للسؤال المذكور، أما مثال السؤال المقدّر فنحو:

  يقولون: إني أحملُ الضَّيمَ عندهم ... أعوذُ بربي أن يُضام نظيري

  فالجملة الثانية جواب عن سؤال مقدَّر في الجملة الأولى. فكأن الشاعر بعد أن أتى بالشطر الأول من البيت أحس أن سائلاً يسأل: أصحيح ما يزعمون أنك تحمل الذل والضيم عندهم؟ فأجاب بالشطر الثاني عن هذا السؤال المتخيل أو المقدر.

مواطن الوصل

  يقرر علماء النحو معاني حروف العطف، ويفضّلون القول فيها تفصيلاً يدعو إلى الإعجاب والافتخار.

  والذي يعنينا من هذه الحروف كلها العطف بالواو وحدها، لأنها على حد تعبيرهم: لمجرد العطف، ولا تحمل أي معنى إضافي، على خلاف الحروف العاطفة الأخرى.

  أما علماء البلاغة فلا يلتفتون إلى الجمل المعطوفة بالفاء أو ثُمَّ، أو لكن، أو بغيرها، الأن الحديث عنها إلى النحو أقرب.

  يلتفت علماء البلاغة إلى الجمل الموصولة بالواو وحدها، ويضعون