البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

أقسام المجاز

صفحة 124 - الجزء 2

الاستعارة الأصليّة والتبعيَّة

  يقسم البلاغيون الاستعارة تقسيماً آخر باعتبار لفظها إلى: أصليَّة وتبعيّة.

  فالاستعارة الأصلية: هي ما كان اللفظ المستعار، أو اللفظ الذي جرت فيه اسماً جامداً غير مشتق.

  مثال ذلك في قول الشاعر التهامي رائياً ابناً صغيراً له:

  يا كوكباً ما كان أقصر عُمْرَهُ ... وكَذَاكَ عُمْرُ كواكِبِ الأَسْحَارِ

  الشاهد في البيت قول التهامي (يا كوكباً)

  وفي إجراء الاستعارة فيه نقول: شبه الابن بالكوكب بجامع صغر الجسم وعلُوّ الشأن في كلّ، ثم استعار اللفظ الدالّ على المشبه به (الكوكب) للمشبه (الابن) على سبيل الاستعارة التصريحية، وذلك للتصريح فيها بلفظ المشبه به والقرينة: حرف النداء الذي نودي به الكوكب.

  وإذا تأملنا اللفظ المستعار، وهو (الكوكب) رأيناه اسماً جامداً غير مشتق، ومن أجل ذلك يُسَمَّى هذا النوع من الاستعارة: استعارة أصلية.

  مثال آخر ... قال أحد الشعراء

  حول أعشاشها على الأشجار ... قد سمعنا القيان وهي تغني