في تعريف البلاغة
في تعريف البلاغة
  البلاغة العربية تتمثل أوّلاً وأخيراً في النصوص المكتوبة، أو الملفوظة وحدها.
  ونختلف رأياً وما رُوِيَ على لسان ابن المقفع حين سُئل عن البلاغة، فأجاب: «البلاغة اسم يجري في وجوه كثيرة، منها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون شعراً، ومنها ما يكون سجعاً، ومنها ما يكون خطباً، وربما كانت رسائل، فعامة ما يكون من هذه الأبواب فالوحي فيها، والإشارة إلى المعنى أبلغ، والإيجاز هو البلاغة»(١).
  كذلك نختلف وما جاء به ابن المعتز من أن «البلاغة هي البلوغ إلى المعنى، ولما يَطُلْ سَفَرُ الكلام»(٢).
  ونخالف الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي عرف البلاغة بأنها: «ما قرب طرفاه، وبعد منتهاه»(٣).
  السكوت بلاغة والاستماع بلاغة، والإيجاز بلاغة. إنا إذا أخذنا بهذه الأحكام جاز لنا أن نقول قياساً: المشي بلاغة، والأكل بلاغة، والشرب بلاغة، والضحك بلاغة، والصفير بلاغة، في بعض الحالات.
(١) البيان والتبيين ١/ ١١٥.
(٢) كتاب البديع نشر كراتشكوفسكي ص ٤٧.
(٣) دفاع عن البلاغة لأحمد حسن الزيات ص ١٩.