أقسام المجاز
٥ - العلاقة الماضويَّة
  ويسميها بعض علماء البلاغة: اعتبار ما كان.
  مثال ذلك: قال إيليا أبو ماضي من قصيدة عنوانها (الطين).
  نسي الطينُ ساعة أنه طيـ ... ـنٌ حقيرٌ، فصال تيها وعَرْبَد
  مَن هو هذا الطين الذي نسي في ساعةٍ من الساعات أنه طينٌ حقير، فصالَ وجالَ، وتكبَّر وتَمَرَّدَ؟ ... أليس هو الإنسان عينه ... ؟ أو ليس أصل الإنسان من طين؟ ... أو لم يكن أبو البشر آدم # من تراب وطين؟ ...
  إذن، فالذي نسِي أصله الطيني هو ذلك الإنسان الذي عناه الشاعر ... وقد على الرجل الذي رزقه اللهُ مالاً وجاهاً ونعماً كثيرة، فتكبضَّر على العباد، وشمخ بأنفه تعالياً، وصعَّر خدَّه تجبُّراً، ومَشَى في الأرض مرحاً، ظانّاً أنه يستطيع أن يخرق الأرض قُوة، ويَبْلُغَ الجبال طولاً
  فالطين - إذن - رمزٌ للإنسان، باعتبار ما كان عليه في الأصل ... والعلاقة بين الإنسان والطين علاقة تاريخ ونسب ... أو علاقةٌ ماضويَّة ... أوعلاقة (اعتبار ما كان) لهذا فهي - أي الطين - مجاز مرسل.
  مثال ثان:
  قال الله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}[النساء: ٢].
  واليتيم في اللغة هو الصغيرُ الذي مات أبواه، ولم يبلُغ بعدُ سنَّ الرُّشْد.