البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الرابع المسند

صفحة 147 - الجزء 1

  للموروث بكلمة شيء قد تشير إلى قلةٍ أو إلى كمية تافهة لا قيمة لها.

  ***

  في الحقيقة، ليست النكرة في تركيب حروفها هي التي حملت معنى التفخيم أو التقليل أو التعظيم أو غير ذلك، إنما سياق الجملة من ناحية، ولهجة المتحدث من ناحية ثانية، ونفسية المخاطب من ناحية ثالثة، ومقتضى الحال أولاً وأخيراً هي التي لوّنت النكرة بتلك الألوان، وتستطيع أن تلونها بأكثر مما فعلت بكثير.

  ***

تعريف المسنَد

  الأصل في المسند الاسمي أن يكون نكرة، نحو: زيد كاتب. ويعدل عن تنكيره إلى تعريفه لدواع بلاغية. منها:

١ - إفادة التعيين أو التخصيص

  إن علماء البلاغة عبّروا عن هذه الغاية بقولهم: «إفادة السامع حكمًا بأمر معلوم عنده بإحدى طرق التعريف على أمر معلوم له كذلك».

  بيان ذلك: أن الشيء قد يكون له صفتان من صفات التعريف، ويعلم المخاطب اتصافه بإحداهما دون الأخرى، فتخبره باتصافه بها؛ وحينئذ يجب تقديم المحكوم عليه «المسند إليه» وتجله مبتدأ، وتؤخر المحكوم به «المسند» وتجعله خبراً.

  مثال ذلك: علي الخطيب. فالمخاطب يعرف «علياً» بعينه، ويعرف في الوقت نفسه أن في البلدة خطيباً، ولكنَّه لا يدري أن علياً هذا هو «الخطيب». وحينئذ تجعل المعلوم عنده مبتدأ، وهو علي، وتجعل