البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

أقسام المجاز

صفحة 128 - الجزء 2

انقلاب الاستعارة التصريحية التبعية إلى استعارة مكنية

  في الأمثلة الثلاث السابقة:

  - ولما سكت عن موسى الغَضَبُ

  - وعانقت شُرُفَاتُهُ قَطَعَ السَّحَابِ الْمُمْطِرِ

  - ولبست ثوب اللهو وهو جديدُ

  وجدنا في كلَّ منها استعارة تصريحية تبعية، وأشرنا إلى اللفظ المشتق الذي جرت به ...

  لكنّا الآن نستطيع أن ننظر إلى الأمثلة ذاتها من زاوية أخرى ...

  يمكننا أن نقول في المثال الأول:

  شبة الغضبُ بإنسان، بجامع ظهور الانفعال في كلّ، وحُذف المشبه به وهو الإنسان، واستعير اللفظ الدالّ عليه للمشبه ... على سبيل الاستعارة المكنية.

  ونقول في المثال الثاني:

  شبهت الشرفات بالإنسان، بجامع السموّ والعلوّ الذي يبلغه كلٌّ منها، ثم حذف المشبه به، واستعير اللفظ الدالّ عليه، وهو (عانقت)، للمشبه، على سبيل الاستعارة المكنية