المبحث الرابع المسند
  «أنا» مسند إليه مؤخر «مبتدأ مؤخر».
  هذا التركيب يقصر المتكلم الذي هو «أنا» على صفة العروبة، لا يتعداها إلى سواها.
  ولو قرأنا قوله تعالى في وصف خمور الجنة {لَا فِيهَا غَوْلٌ}[الصافات: ٤٧] فهمنا قصر «عدم وجود الغول» في خمور الجنة وحدها.
  وفرق كبير بين قولنا «لا غول فيها» وقوله تعالى {لَا فِيهَا غَوْلٌ}.
  العبارة الأولى تنفي وجود الغول في هذه الخمرة ولكنها لا تتعدى في النفي إلى خمور غيرها؛ فقد يكون فيها الغَول الذي يغتال العقول - وقد لا يكون. أما الآية لا فيها غَوْلٌ فتقصر عدم وجود الغول في خمرة الجنة، وتثبت وجوده في غيرها.
  وكذلك قوله تعالى {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[المائدة: ١٢٠] فإنه يقصر الملكية على الله ﷻ.
  أما إذا قلنا: مُلك السماوات والأرض الله. فإن ذلك يعني أن الله يملك السماوات والأرض، ولا يمنع مانع من أن يكون سواه مالكاً لها كذلك.
  هذا التقديم للمسند على المسند إليه أفاد القصر على المسند إليه وحده.
٢ - التفاؤل أو التشاؤم
  نحب من يقول لنا: سَعِد صباحك وطاب يومك، أكثر من قوله: