المبحث الثاني الإنشاء
  خلاصتها ألا يصغوا لأولئك المشككين في الدين، والعقيدة، والخلق القويم. فالمصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي وهوت به كانت من الإصغاء لهؤلاء الأعداء الفاسدين. أوليس حديث شوقي نصيحة وإرشاداً؟
(٤) التمني
  وهو طلب موجه إلى غير العقلاء ... فلو سمعنا الشاعر البهاء زهير
  يقول:
  ويا ليلة الأنس لا تنقضي ... فإن الحبيب علينا رَضِي
  أدركنا أنه بأسلوبه الناهي يتمنى من الليل أن يتوقف عن المسير، ليحظى زماناً أطول بلقاء حبيبه الذي رضي عنه، ومن بالوصل واللقاء.
(٥) التهديد
  وهو طلب يحمل في ثناياه معنى الإنذار والوعيد والتخويف، ويكون هذا الأسلوب بمخاطبة الأدنى قَدْراً ومنزلة كقول أب لولد عاق: لا تقلع عن عنادك، ولا تدرس دروسك.
(٦) التحقير
  وهو أسلوب هجائي، طالما استخدمه الشعراء ليذلوا مهجويهم، كقول الحطيئة للزبرقان بن بدر:
  دع المكارم، لا ترحل لبُغْيَتِها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي(١)
  وقول شاعر آخر:
  لا تطلب المجد إن المجد سلمه ... صعب، وعن مستريحا ناعم البالِ
(١) ديوان الحطيئة ص ١٠٨، ودلائل الإعجاز ٢٩٥.