فن التشبيه
٢ - إفراد الطرفَين وتركيبها
  قبل الخوض في هذا البحث نودّ أن نسلّط الضوء على معنى المفرد، والمركب فنقول:
  ١ - الإفراد المراد في البلاغة: ليس كالإفراد المراد في علم النحو. ففي النحو يعني المفردُ غير ما يعنيه المثنى أو الجمع. أما المفرد في البلاغة فهو غير المركَّب. فإذا قلنا: هذا الولد نظيف، فإن قولنا يدل على مفرد، وكذلك لو قلنا: هذان الولدان نظيفان، وهؤلاء الأولاد نظيفون ... فهي جميعاً مفردة بلاغياً.
  ٢ - أما المركب فهو الصورة المكوَّنة من عدد من العناصر المتشابكة المتماسكة، فقولنا: هذا الرجل السمين الذي يرقص في الساحة يشبه الفيل في حلبة الألعاب ... فتعبيرنا عن (الرجل) لم يكن مفرداً، أو بالأصح مجرداً من كل صفة، وإنما قَصَدنا الرجل المتَّصف بالسَّمن والراقص في الساحة ... وهذه الأوصاف هي التي جعلته (مركباً).
  وليس يعني إفراد اللفظ خُلُوَّه من قيد الإضافة، أو الحال، أو الظرف ... فقد يكون اللفظ المفرد مُطلقاً، أي خالياً من كل قيد - كالإضافة والحال والظرف - وقد يكون مقيداً