البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الإرصاد

صفحة 85 - الجزء 3

  ولقد فصَّل العلماء المؤلفون في البلاغة القرآنية، في هذا الموضوع تفصيلاً كبيراً، وتحدثوا عنه تحت عنوان «الفاصلة القرآنية».

من شروط الإرصاد

  وأخيراً، فإنه بقي أن نقول: إنَّ الإرصاد لا يكون توقعاً كاملاً في الشعر إلا إذا عرف السامع القافية والرَّوِي ليستطيع في ضوئهما اختيار الكلمة المناسبة. مثال ذلك قول البحتري:

  أحلَّت دمي من غير جرم وحرَّمت ... بلا سبب يوم اللقاء كلامي

  فليس الذي حللتهِ بمُحلل ... وليس الذي حرمته بحرام

  إنّ السَّامع بعد أن عرف البيت الأوّل، وصدر البيت الثاني أدرك أنَّ عجزه يجب أن ينتهي بكلمة «بحرام» وليس بكلمة «بمحرَّم» التي تناسب في الظاهر كلمة «بمحلَّل». لكن قافية البيت الأول ساقت إلى توقع كلمة «بحرام» دون سواها. وهذا معنى تعريف البلاغيين للإرصاد (أن يجعل قبل العجز من الفقرة أو البيت ما يدل على تمامه إذا عُرفت القافية أو الروي).

  ***