البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

بين الفصاحة والبلاغة

صفحة 25 - الجزء 1

بين الفصاحة والبلاغة

  لقد اشترط العلماء عدداً من الشروط في الكلام البليغ، منها ما يتصل باللفظ المفرد، ومنها ما يتصل بالجملة المركبة.

  على أننا ينبغي أن نوضح الفرق بين الفصاحة والبلاغة قبل الخوض في تلك الشروط وبحثها.

  فالفصاحة: تُطلق في اللغة على معان كثيرة منها: البيان والظهور، قال الله تعالى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا}⁣[القصص: ٣٤] أَي أَبَيَنُ مني قولاً مَنْطِقاً وأظهرُ مني قولا.

  ويقال: أفصَحَ الصبي في منطقه، إذا أبان وظهر كلامه.

  وقالت العرب: أفصح الصبح، إذا أضاء.

  وأفصَحَ الأعجمي: إذا أبان بَعْدَ أَنْ لم يكن يُفصح ويُبين.

  وفَصُحَ اللسان: إذا عبر عما في نفسه، وأظهره على وجه الصواب دون الخطأ.

  والفصاحة: في اصطلاح أهل المعاني هي الألفاظ البينة الظاهرة، المتبادرة إلى الفهم، والمأنوسة الاستعمال بين الكتاب والشعراء.