البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثاني الإنشاء

صفحة 109 - الجزء 1

(٤) التعجب

  وفيه يشمّ المرء من أداة النّداء معنى التعجب، كقول طَرَفَة بن العَبْد:

  يالك من قبرة بِمَعْمَرٍ ... خلا لك الجو فبيضي واصفري

(٥) التحقير

  ومنه نفهم معنى النداء المُشْرَب بالاحتقار. ومثله مناداة علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه أولئك الذين تقاعسوا عن نصرته فقال: «يا أشباه الرجال ولا رجال».

(٦) التحبب

  لو قرأت الآية الكريمة التي فيها ينادي نوح # ابنه ليركب معه في السفينة لشعرت بالحنان والعاطفة والتحبب: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا}⁣[هود: ٤٢].

  ***

  ويخيل إلينا أن هذه المعاني المستفادة من أدوات النداء كما بينها علماء البلاغة راجعة إلى الأدوات ذاتها إضافة إلى المعنى العام الذي تضمنه الكلام، لا إلى الأدوات وحدها - كما قالوا.

  دليلنا على ذلك الأداة «يا». فقد استخدمت في صيغ عدة منها: يا أيها السيف، يا للرجال، يا لكِ من قبَّرَة، يا ألأم أنوفٍ، يا حبيبي، يا مظلوم، يا الله.

  لم تتغير الأداة، وإنما تغيّر المعنى بحسب الجملة التي دخلت عليها، وبحسب تركيب هذه الجملة.

  إذاً، فليس لنا أن نقول كما قال البلاغيون بأن هذه الأدوات تختلف