فن الكناية
ج - كناية النَّسبة
  وضابطها أن يُصرَّح بالصفة والموصوف، ولا يصرح بالنسبة الموجودة، مع أنها هي المرادة.
  تقول: الكرم في ثوب محمد
  فتذكر الصفة وهي الكرم، وتذكر الموصوف وهو محمد، ولا تذكر أنه كريم، بل تنسب الكرم إلى ما في ثوبه، وهذه تستلزم أن محمداً هو الكريم، لأن الذي في الثوب هو محمد لا غيره.
  ومنه قول الشاعر
  إن السماحة والمروءة والندى ... في قبة ضُربت على ابن الحشرَج
  أراد الشاعر أن يثبت السماحة والمروءة والكرم للممدوح ابن الحشرج فلم يعبر بصريح اللفظ، وإنما لجأ إلى الكناية، فنسب الصفات إلى قبة الممدوح وهذه النسبة تستدعي أو تستلزم أن يكون سيد القبة وصاحبها هو صاحب السياحة والمروءة والندى.
  ومثله قول الشاعر
  بين برْدَيْكِ يا صِبيَّةُ كَنرٌ ... من نقاء معطر معشوق
  وبعينيكِ يا صبية نجوٌ ... ساهمُ اللمح مستطار البريق
  ففي قوله: (بين بُرْدَيْكِ يا صبية كنزٌ من نقاء) كناية عن نسبة (الطهارة) للمخاطبة بما يستلزم هذه الصفة وهو (كنز من نقاء).
  وفي قوله: (وبعينيك يا صبية شجو) كناية عن نسبة الشجو أي الحزن إلى الصبية ليس بصورة مباشرة، وإنما إلى ماله اتصال بها، وهي هنا العينان.
  * * *