أقسام المجاز
  وصفها سيد البلاغة وشيخ الذوق عبد القاهر الجرجاني في كتابه أسرار البلاغة فقال:
  (واعلم أن الاستعارة في الحقيقة هي هذا الضرب دون الأول، وهي أمدُّ ميداناً، وأعظمُ افتتاناً، وأكثر جرياناً، وأعجبُ حسناً وإحساناً، وأوسعُ سعة، وأبعدُ غَوْراً، وأذهبُ نجداً في الصناعة وغَوْراً، من أن تُجْمَعَ شعبها وشعوبها، وتحصر فنونها وضروبها، وأسحر سحراً، وأملاً بكل ما يملاً صدراً، ويمتع عقلاً، ويؤنس نفساً، ويوفّر أنساً.
  ومن الفضيلة الجامعة فيها: أنها تبرز هذا البيان أبداً في صورة مستجدّة، تزيد قدره نبلاً، وتوجب له بعد الفضل فضلاً؛ وإنك لتجد اللفظة الواحدة قد اكتست فيها فوائد حتى تراها مكررة في مواضع، ولها في كل واحد من تلك المواضع شأن مفرد، وشرف متفرد، وفضيلة مرموقة، وخلابة موموقة.
  ومن خصائصها التي تذكر بها، وهي عنوان مناقبها، أنها تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ، حتى تخرج من الصدفة الواحدة عدة من الدُّرر، وتجني من الغصن الواحد أنواعاً من الثمر)(١)
  ***
الاستعارة فرع من المجاز اللغويّ
  إنها استخدام كلمة في غير معناها الحقيقي، لعلاقة المشابهة مع قرينة ملفوظة أو ملحوظة تمنع إرادة المعنى الحقيقي.
(١) أسرار البلاغة ص ٣٢.