ونتساءل: كيف يُعطى اليتيم مَالَهُ الذي ورثه عن أبويه قبل أن يبلغ سن الرشد، ويكتمل عنده نموّ العقل؟ أفليس من الجائز، لو دُفع إلى هذا اليتيم ماله، أن ينفقه جميعاً بين عشيَّة وضُحاها في شراءِ ألعاب، أو في تفاهات لا تَضُرّ ولا تنفع؟.

  في الحقيقة، ليس المقصود بكلمة (اليتامى) الواردة في الآية الكريمة معناها الحقيقي، وإنما المقصود بها معناها المجازيّ الدالّ على البالغ العاقل الراشد، الذي يستطيع التصرف بأمواله بحكمة وتعقّل، والذي كان يُدعى في الماضي: يتيماً.

  لهذا نقول: بين (اليتامى) في معناها الحقيقي والمجازى صلة وعلاقة هي صلة: الماضوية، أو كما سماها البلاغيون (اعتبار ما كان). وكلمة (اليتامى) مجاز مرسل، وعلاقته الماضوية.

  ***

٦ - العلاقة المستقبليَّة

  هذا اللون على خلاف سابقه ... نستخدم كلمة دالة على المستقبل، بينما هي في معناها اللغوي لا تحمل هذه الدلالة ...

  مثال ذلك

  قال تعالى على لسان نوح - #:

  وقال نوح: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ٢٦ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ