البديعيات
  المائة، أو المائة والخمسين بيتاً، وقد تصل أحياناً إلى ما يقرب من ثلاثمائة بيت.
  الهدف الرئيسي في هذه القصائد هو مديح رسول الله محمد بن عبد الله ﷺ في المقام الأول، واستعراض شمائله وصفاته ومزاياه، كما يتضمن كل بيت من هذه القصيدة لوناً من ألوان البديع، مذكوراً صراحة أو ضمناً.
  وحيث أن هذه القصائد - جميعاً - قد اتفقت على استعراض فنون البديع ضمن أبياتها، فإنَّ ذلك هو السبب الذي دعا العلماء إلى أن يطلقوا على القصيدة من هذا النوع اسم «البديعية»، وعلى المجموع اسم «البديعيات»(١).
  ولقد التزم شعراء البديعيات جميعاً بأن ينظموا بديعياتهم على وزن البحر البسيط، وأن يجعلوا رويها الميم المكسورة على الدوام.
  وعلى هذا الأساس يمكن أن نقول: إنَّ البديعية تتضمن المواصفات التالية:
  ١ - عدد أبياتها يزيد على الخمسين.
  ٢ - موضوعها الأساسي مدح الرسول ﷺ.
  ٣ - كل بيت فيها يتضمن لوناً من البديع صراحة أو ضمنا.
  ٤ - منظومة على البحر البسيط.
  ٥ - رويها الميم المكسورة.
  وكل قصيدة خلت من أحد هذه الشروط لا تعد من «البديعيات».
ولادة البديعيات
  إن مدح رسول الله ﷺ وحده ليس كافياً لنشأة القصيدة البديعية، رغم كونه أساساً في كيانها، بدليل أن الأعشى مدح محمداً ﷺ.، وكذلك فعل حسان بن ثابت وكعب بن زهير، وشعراء كثيرون في صدر الإسلام والعصرين الأموي والعباسي، حتى يومنا هذا. ومع ذلك فليست تعد قصائدهم من البديعيات. إنَّما البديعية، كما ذكرنا، تضيف إلى مديح
(١) سنرى بعد قليل ان لتسمية صفي الدين الحليَّ إحدى قصائده «الكافية البديعية» أثراً في شيوع الكلمة.