المبحث الخامس أحوال متعلقات الفعل
المبحث الخامس أحوال متعلقات الفعل
  للفعل في اللغة العربية مقام كبير، وعليه يعتمد التعبير، ومنه تصدر المعاني.
  هذا الفعل الذي رأينا في مواطن سابقة أنه يفيد التجدد والحدوث، ويحمل معنى الزمنية في صياغته، فيدل على زمن انقضى، أو زمن حاضر، أو زمن قادم في المستقبل، يتقدم على فاعله، أو يتأخر عنه. وفي تقدمه يحمل غاية يسعى إليها، وفي تأخره دلالة يرمي إليها. ويتعدى إلى مفعول، وإلى أكثر من مفعول. فيظهر المتعدى عليه عياناً، ولا يظهر أحياناً أخرى، وإنما يشم القارئ رائحته ويعرف مكانه. وقد لا يتعدى على أحد، فيلزم حدوده، ويكتفي بفاعله، ويقعد هادئاً مستريحاً ومريحاً.
  ويسوق المتعدي أحياناً ما تعدى عليه أمامه، ويقدمه على نفسه أحياناً أخرى لغاية في نفسه.
  وترتبط به مفاعيل شتى، وأحوال، وظروف، وتمييز، فإذا هي معه كيان واحد؛ تتأخر عنه فتؤدي دوراً، وتتقدمه فتؤدي دوراً آخر.
  وتلتصق بالفعل أدوات شرط، فإذا معنى الفعل ملتصق بهذه الشروط، له منها جزء من معانيها، وله من ذاته وحروفه المعنى الباقي.
  ***