البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

فن التشبيه

صفحة 53 - الجزء 2

التشبيه الضمني

  في بداية حديثنا عن التشبيه كنا نقول: للتشبيه أربعة أركان: مشبَّه و مشبَّه به، ووجه شَبه، وأداة تشبيه ... وفي سياق تفصيل الحديث عن هذه الأركان رأينا أنه يجوز في التشبيه أن يُحذف وجه الشبه، أو تُحذف الأداة، أو يحذف الوجه والأداة معاً ... أما حذف طرفي التشبيه أو أحدهما فغير جائز

  لكنا اليوم أمام لون من التشبيه شذّ عن تلك القواعد كلها، ونعني به: التشبيه الضمنيّ.

  يقول العلماء في تعريفه⁣(⁣١): التشبيه الضمني: تشبيه لا يُوضعُ فيه المشبه والمشبه به في صورةٍ من صور التشبيه المعروفة، بل يُلمحان في التركيب؛ وهذا الضرب من التشبيه يُؤتَي به ليفيد أن الحكم الذي أُسند إلى المشبَّه ممكن.

  وبيان ذلك أن الكاتب أو الشاعر قد يلجأ عند التعبير عن بعض أفكاره إلى أسلوب يوحي بالتشبيه، من غير أن يصرح به في صورة من صوره المعروفة.


(١) انظر علم البيان ص ١٠١؛ وجواهر البلاغة ص ٢٧٤؛ وتهذيب الإيضاح ٥٨/ ٢؛ وبغية الإيضاح ٣٨/ ٣.