فن التشبيه
الفصل الرابع بلاغة التشبيه
  قال أبو هلال العسكري(١):
  (والتشبيه يزيد المعنى وضوحاً ويُكسبه تأكيداً، ولهذا أطبق جميع المتكلمين من العرب والعجم عليه، ولم يستغن أحدٌ منهم عنه. وقد جاء عن القدماء وأهل الجاهلية من كل جيل ما يُستدل به على شرفه وفضله وموقعه من البلاغة بكل لسان. فمن ذلك ما قاله صاحب كَلِيلَةَ ودِمْنَةَ(٢): الدنيا كالماءِ الملح كلما ازددت منه شُرباً ازددت عطشاً. وقال: لا يخفى فضلُ ذي العلم وإن أخفاه كالمسك يُخبأ ويُستر، ثم لا يمنع ذلك رائحته أن تفوح. وقال: الأدب يُذهِب عن العاقل السُّكر ويزيد الأحمق سُكراً، كالنهار يزيد البصير بصراً ويزيد الخفاش سوء بصر).
  ويعبر عبد القاهر الجرجاني عن مدى أثر التشبيه في التعبير عن المعاني المختلفة بقوله(٣):
(١) كتاب الصناعتين ص ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٢) يقصد عبد الله بن المقفع.
(٣) أسرار البلاغة ص ٩٢ - ٩٦.