أسلوب الحكم أو القول بالموجب
أسلوب الحكم أو القول بالموجب
  للعلماء البلاغيين رأي في تسمية هذا اللون فالسَّكاكي أطلق عليه اسم «أسلوب الحكيم» ووصفه (بأنه من نوع إخراج الكلام لا على مقتضى الظاهر. وأن هذا الأسلوب الحكيم لربما صادف المقام فحرك من نشاط السامع ما سلبه حكم الوقور وأبرزه في معرض المسحور ...) أمَّا الحموي والسبكي والسيوطي ومعهم جُلُّ المؤلفين فقد اختاروا له اسم «القول بالموجب» بفتح الجيم أو بكسرها.
  واختلفوا كذلك في كون الأسلوب الحكيم والقول بالموجب شيئاً واحداً أو أن كلا منهما يدل على غير ما يدل عليه الآخر. فقال فريق - ومنهم السكاكي والقزويني - إنهما شيء واحد، وقال فريق آخر - ومنهم ابن معصوم وابن أبي الإصبع، والسبكي - بأن لكل منهما شخصيته واستقلاله.
  ويخيل إلينا أن الفروق بين هذا وذاك ضئيلة، ويمكن أن تتلاشى إذا ما وزعنا أساليب صياغتهما توزيعاً واضحاً، وشرحناها شرحاً كافياً، وجمعناها على الصورة التالية:
  أولاً - أن يتحدث متكلّم بحديث، فيأتي آخر فيأخذ كلمة من حديثة، ويعكس معناها، ويبني على هذا المعنى الجديد المعكوس كلامه، أو يعلق على الكلمة تعليقاً لطيفاً مبنياً على المعنى المعكوس. ونضرب على هذا اللون الأمثلة: