البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثاني الإنشاء

صفحة 91 - الجزء 1

(٤) التسوية

  كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٦}⁣[البقرة].

  هؤلاء الذين كفروا يعلمون من قبل أنهم أنذروا، ومع ذلك فقد أصروا على كفرهم وعنادهم وما مجيء الاستفهام هنا لمعناه الأساسي، وإنما ليفيد معنى التسوية، فكأن إنذار الرسول وعدمه على حد سواء.

(٥) النفي

  كقوله تعالى {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ٦٠}⁣[الرحمن] وَكَأَنَّ المعنى: ليس جزاء الإحسان إلا الإحسان.

  ومنه قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}⁣[البقرة: ٢٥٥] أي: لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه.

(٦) الإنكار

  كقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ٣٦}⁣[القيامة] فكأن الآية تعني أن ما يحسبه بعض الناس من أنهم سيفلتون من الحساب أمر منكر، والذين يزعمون ذلك كاذبون.

  هذا الإنكار قد يكون للتكذيب كما ذكرنا، وقد يكون للتوبيخ على أمر مضى، كقولك لرجل عصى ربه: أعصيت ربك؟ فأنت توبخه على ما اقترف. ويكون توبيخاً على أمر حاصل نحو: أتعصي ربك يا فلان؟