البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

والإسقاط على نوعين

صفحة 174 - الجزء 3

والإسقاط على نوعين

  الأول يكون من آخر الشطر الثاني من البيت فقط.

  الثاني: يكون من آخر الشطر الأول وآخر الشطر الثاني.

  مثال النوع الأول «الإسقاط من آخر الشطر الثاني فقط». ورد في إحدى قصائد الأخطل الأموي التي يمدح فيها قومه، ويهجو جريراً، ومطلعها

  كذبتك عينك، أم رأيت بواسط ... غلس الظلام، من الرباب، خيالا

  قوله:

  وإذا الرياح مع العشي تناوحت ... هوج الرمال، بِكُتُبِهِنَّ شمالا

  لفيتنا تقري العبيط لضيفنا ... قبل العيال، وتقتل الأبطالا

  فهذان البيتان من بحر الكامل التام، ورويه اللام مفتوحة، فإذا أسقطت الجزء الأخير من الشطر الثاني من كل بيت وجدت:

  وإذا الرياح مع العشي ... تناوحت هوج الرمال

  الفيتنا نقري العبيـ ... ـط لضيفنا قبل العيال

  وهما من مجزوء الكامل المرفل، ورويهما اللام المكسورة.

  وقبل أن نتجاوز هذا الشاهد لنعرض النوع الثاني من الإسقاط نود ان نقول إنَّ الأخطل لم يقصد إلى صنع «تشريع» بديعي أو «توأم» كما ظن مؤلفو علم البديع، وإنما وقع هذان البيتان في أيديهم على سبيل الصدفة ليس أكثر، ويؤيد ذلك ان الأخطل لم يُوال بين البيتين الشاهدين، وإنَّما فصل بينهما بيت آخر لا علاقة له بما قرروا وقد جاءت الأبيات في ديوان الشاعر

  المحقق⁣(⁣١) على النمط التالي:


(١) حسنه الدكتور فخر الدين قباوة. وصبعه في دار الآفاق الجديدة في بيروت سنة ١٩٧٩ م.