البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الرابع المسند

صفحة 142 - الجزء 1

المبحث الرابع المسنَد

حذف المسند

  لقد ذكرنا في موجبات حذف المسند إليه قاعدةً هي: أنه لا يُحذف شيء إلا إذا قامت قرينةٌ تدل على المحذوف، وكان موجب الحذف أقوى من موجب الذكر وأبلغ. وهنا وفي هذا المجال نعيد القول ذاته، ونقوله عن موجبات حذف المسند.

  ولتسهيل البحث نورد عدداً من مواطن الحذف، ذكرها البلاغيون:

  ١ - ضيق المقام بسبب توجّع، أو بسبب محافظة على الوزن، نحو:

  أ - ومن يَكُ أَمْسَى بالمدينة رحلُه ... فإني وَقَيَّارٌ بها لَغَريبُ⁣(⁣١)

  أصل كلام الشاعر السجين: فإن لغريب وقيار «وهو اسم فرسه» غريب كذلك.

  ب - وليس قولك: مَنْ هذا؟ بضائرِه ... العرب تعرفُ مَن أنكرتَ والعَجَمُ⁣(⁣٢)

  أصل كلام الفرزدق: والعَجَمُ تعرفه، ولكن المحافظة على الوزن ألجأت إلى حذف المسند.


(١) القائل هو: ضابئ بن الحارث البرجمي. انظر: الكتاب لسيبويه ٣٨/ ١.

(٢) ديوان الفرزدق ٧٨/ ٢ ط. صادر.