المبحث الثاني الإنشاء
  وتخرج حروف النداء عن معناها الأصلي إلى معانٍ أخرى غير النداء، تفهم من سياق الكلام بمعونة قرائن الأحوال.
من هذه المعاني:
(١) التحسُّر
  وفيه يمتزج النداء، بمعنى الحسرة والألم. من ذلك قوله تعالى على لسان الكافر الذي وجد صحيفته سوداء من الذنوب والكفر بالله، وأيقن بالجزاء الرهيب، والنار المحرقة {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠}[النبأ].
(٢) الندبة والاستغاثة
  وفي الندبة يغلب استخدام الأداة «وا» مثل: «وا مُعتصماه». ومثله تدبة المعري حيث رأى المقاييس في الحياة معكوسة فقال:
  فوا عجباً كم يدعي الفضل ناقص ... ووا أسفاً كم يُظهرُ النقص فاضِلُ(١)
  أما الاستغاثة فهي أقل وقعاً من الندبة من حيث المعنى. والأداة «يا» مع اللام المفتوحة هي الوسيلة لذلك: يا للرجال ويا للمروءات!
(٣) الزّجر
  وهو قريب من التأنيب والتوبيخ. ويمكن أن يزجر المرء نفسه على غوايتها كما يزجر سواه. نحو: يا فؤادي ألم يَرْدَعْكَ الشَّيْب وينبهك داعي الحمام؟
(١) سقط الزند، ص ١٩٣.