البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

فن الكناية

صفحة 168 - الجزء 2

  إذا الُجُود لم يُرْزَقُ خلاصاً من الأذى ... فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا

  الخلاصة: التعريض هو أن يطلق الكلام، ويُشار به إلى معنى آخر يفهم من السياق.

  ***

ب - التلويح

  التلويح لغة: أن تشير إلى غيرك من بُعّد.

  والتلويح بلاغة: كناية تكثر فيها الوسائط بلا تعريض.

  مثال ذلك: صخرٌ كثير الرَّماد

  المراد بهذه الكناية عن الصفة وصف صخر بالكرم. ولا نستطيع أن نصل إلى هذه الصفة إلا بعد وسائط عدة وهي: كثرة الرماد تستدعي كثرة إحراق الحطب تحت القدور، وكثرة الإحراق تستدعي كثرة الطبخ، وكثرة الطبخ تستدعي كثرة الأكلين، وكثرة الأكلين تستدعي كثرة الضيفان، وكثرة الضيفان تستدعي صفة الكرم.

  ومنه قول الشاعر الحماسيٌ

  ومايك في من عيب فإنِّي ... جَبَان الكلب، مهزولُ الفَصِيل

  المراد بقوله: فإني جبان الكلب مهزول الفصيل: أني رجل كريم.

  والتعبير بقوله: جبان الكلب، كناية عن كرم الرجل بأسلوب التلويح.

  وقد وصلنا إلى هذه الصفة عبر الوسائل التالية: جبن الكلب ناجم عن