فن التشبيه
التشبيه المقلوب
  الأصل في التشبيه أن يكون المشبه به أقوى وأظهر من المشبه، لتتم العملية الفنية.
  فحين نقول: هذا كلام كالعسل، نكون قد شبهنا حُلوَ الكلام بالعسل ... وحلاوةُ العسل أقوى وأظهر من حلاوة كل شيء آخر.
  كذلك حين نقول: أنت بحر، نكون قد شبهنا المخاطبَ وهو رجل قد يكون واسع العلم، أو واسع الكرم ... بالبحر وطبيعي أن البحر أكبر من الإنسان، وأوسع مدى من جميع اليابسة على هذه الدنيا
  من هنا قال العلماء يجب أن يكون المشبه به أقوى من المشبه، ليتم التشبيه ويصحّ
  ***
  ولكن، قد يخرج بعض الأدباء على هذه القاعدة، فيشبهون الأعظم بالأصغر، والأبعد بالأقرب، والأقلَّ بالأكثر، والأضعف بالأقوى ... يقول قائلهم: البدرُ يشبه وجه أمي ... في الحقيقة وجهُ أمَّه هو الذي يشبه البدر؛ لأنه أشد ضياءً، وأكثر نوراً، وأتمّ استدارة .... لكن القائل من فرط حبه لأمه، وإعجابه بها، قلب التشبية؛ فجَعَلَ الكبير صغيراً، والصغير كبيراً، وشبَّه البدر بوجه أمه.