المبحث الأول الخبر
(٤) السين
  وهي حرف يختص بالمضارع، ويخلّصه للاستقبال والسين إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة؛ ووجه ذلك أنها تفيد الوعد أو الوعيد بحصول الفعل، فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتض لتوكيده وتثبيت معناه.
  فهي في مثل قوله تعالى: {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}[التوبة: ٧١] مفيدة وجود الرحمة لا محالة، ولذلك فهي تؤكد هنا حصول فعل الوعد. كذلك هي في مثل قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ١ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ٢ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ٣}[المسد]، تؤكد حصول فعل الوعيد الذي دخلت عليه، وتثبت معناه بأنه كائن لا محالة، وإن تأخر إلى حين.
(٥) قد «التحقيقية»
  وتدخل على الفعل الماضي، وتفيد تحقق حصوله، نحو قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢}[المؤمنون] فهي في مثل هذه الجملة تفيد توكيد مضمونها أي أن فلاح المؤمنين الخاشعين في صلاتهم حق، ولا محالة حاصل.
  وإذا دخلت على المضارع أفادت التقليل، ولا تكون من أدوات التوكيد.
(٦) ضمير الفصل
  وهو عادة ضمير رفع منفصل، وقد يكون أيضاً ضمير نصب منفصل ويؤتى به للفصل بين الخبر والصفة. نحو: «محمد هو النبيّ» فلو لم نأت بالضمير هو وقلنا محمد النبي لاحتمل أن يكون «النبي» خبراً عن