البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الثالث المسند إليه

صفحة 126 - الجزء 1

  كفى بك داء أن ترى الموت شافياً ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا

  تمنيتَها لما تمنيت أن ترى ... صديقاً، فأعيا، أو عدواً مداجيا

  إذا كنت ترضى أن تعيش بذلّة ... فلا تَستَعِدن الحسام اليمانيا

  ولا تستطيلن الرماح لغارة ... ولا تستجيدَنَّ العتاق المذاكيا

  وأعلم أن البين يشكيك بعده ... فلست فؤادي، إن رأيتك شاكيا⁣(⁣١)

  لقد كان المتنبي يخاطب في الأصل ممدوحاً اسمه كافور، لكن كلامه، بما احتوى من آهات وآلام وحِكَم وعنف، يصح في زماننا هذا، وبعد زماننا، ويصح معنا كما يصح مع سوانا، ويصح في بلادنا وفي بلاد غيرنا.

  انتقل ضمير المخاطب من معيَّن مقصود إلى غير معيَّن وهذا سرّ الضمير وبلاغته.

  ***

ب - تعريف المسند إليه بالعَلَميّة

  يؤتى بالمسند إليه علماً لغايات عدة منها:

  ١ - لاستحضاره في ذهن السامع لتمييزه من غيره:

  تقول: فتح صلاح الدين بيت المقدس.

  ٢ - لتعظيم المسند إليه أو إهانته كما في الألقاب:

  تقول: كتب حجة الإسلام الغزالي عدداً من المؤلفات. وقف أبو جهل في وجه دعوة الحق.

  ٣ - للتلذذ بذكره:


(١) ديوان المتنبي ص ٤٤١.