المبحث الأول الخبر
  فيه إشعاراً من جانب المقسم، بأن ما يقسم عليه هو أمر مؤكد عنده لا شك فيه، وإلا لما أقسم عليه قاصداً متعمداً. ومن أجل ذلك عدّ البلاغيون القسم من مؤكدات الخبر.
(٨) نونا التوكيد
  وهما: نون التوكيد الثقيلة - أي المشددة ونون التوكيد الخفيفة أي غير المشددة.
  ويدخلان على المضارع بشروط، وعلى الأمر جوازاً. وقد اجتمعا في قوله تعالى حكاية على لسان امرأةِ عزيز مصر في قصة يوسف: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢}[يوسف]
(٩) الحروف الزائدة
  وهي: «إنْ» «المكسورة الهمزة الساكنة النون»، و «أنْ» (المفتوحة الهمزة، الساكنة النون)، و «ما»، و «لا»، و «من» و «الباء» الجارتان. وليس معنى زيادة هذه الحروف أنها تدخل لغير معنى ألبتة، بل زيادتها لضرب من التأكيد.
  فمثال «إنْ»: ما إنْ قَبِلتُ ضيماً والأصل: ما قبلت ضيماً. فدخول إنْ أكد معنى حرف النفي الذي قبله.
  أما «أَنْ» فتزاد بعد لَمّا «بتشديد الميم» نحو قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا}[يوسف: ٩٦]
  و «ما» تزاد في الكلام لمجرد التأكيد، وهذا كثير في القرآن الكريم والشعر وسائر الكلام ومثاله من القرآن الكريم قوله تعالى: {فَإِمَّا