المبحث الثاني الإنشاء
٣ - الأمر
  يعرف البلاغيون الأمر بأنه: طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام.
  ويقولون: إن الأمر يجري في صيغ أربع: وهي:
  (١) فعل الأمر، نحو: اعمل اذهب، امض.
  (٢) المضارع المقترن بلام الأمر، نحو: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}[الطلاق: ٧].
  (٣) اسم فعل الأمر، نحو: رويدك، آمين، صة.
  (٤) المصدر النائب عن فعل الأمر، نحو: سعياً إلى الخير.
  ليس المهم في بحث الأمر معرفة صيغه التي يجري بها، وإنما المهم معرفة المعاني التي يخرج إليها عن معناه الأصلي الذي هو طلب فعل شيء على وجه الاستعلاء والإلزام.
  ويبدو أن البلاغيين صبّوا اهتمامهم على استقصاء وجوه المعاني الجديدة، واستخلصوها من ثنايا الحال التي يكون عليها المتكلم أو المخاطب، لا من خلال الصيغ بحد ذاتها.
من معاني الأمر
(١) الدعاء
  وهو طلب الأدنى من الأعلى، والصغير من الكبير، والضعيف من القوي، والمخلوق من الخالق.
  فلو قال امرؤ: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ