المبحث الثالث المسند إليه
  فيصان اللسان عن التلفظ بذكره أو باسمه، أو الرغبة في إبهامه وغير ذلك.
  القاعدة الأساسية في هذا الموضوع هي تقصي السبب الفني لعدم ذكره، وإظهار القيمة الجمالية لهذا الحذف وفضله على الذكر.
  ***
ذِكر المسند إليه
  كل لفظ في الكلام يدلّ على معنى خليقٍ بالذكر، لتأدية المعنى المراد به، ولهذا يذكر المسند إليه وجوباً إذا كان ذكره ضرورياً، ولا مقتضى لحذفه لعدم وجود قرينة تدل عليه عند حذفه، وإذا حذف - على هذه الحال كان الكلام مُعَمَّى مبهماً لا يُستبان منه المراد.
  وقد يترجح الذكر مع وجود قرينة تمكّن من الحذف، حين لا يكون منه مانع، ومن مرجحات الذكر:
١ - قلة الثقة بالقرينة
  هذه الثقة الضعيفة سبها ضعفُ القرينة أو ضعف فهم السام كقولك: «الإحسان يستعبد الإنسان» فذكر المسند إليه «الإحسان» في هذه العبارة واجب لضعف الدلالة على الذي «يستعبد الإنسان» إذ قد يفهم السامع في حال الحذف أن المحذوف هو «المال» أو أنه «الجاه» أو «المرأة» أو الاستعمار أو الفقر أو غير ذلك، وكل منها صحيح في حد ذاته، والقرينة لا تفصح أ ما نريده هنا هو «الإحسان». ولذلك وجب ذكره.
٢ - التسجيل والإقر
  قد يكون هنا منهم أمام قاض يحاكمه، فيسأله القاضي أسئلة شتى، ويستطيع في النهاية أن ينتزع منه اعترافاً صريحاً. ويسجل القاضي اعترافه الصريح، فيذكر قول متهم - مثلاً -: «نعم زيد هذا أقرَضَني ألف دينار».