أقسام المجاز
  ويشتم، ويضرب، وقد يرتكب جريمة دون أن يعي ماذا يفعل ... ولهذا فقد أراد الأب من أبنائه ألا يجالسوا السفهاء على ما يؤدي إلى الحمق والجنون ...
  ونقول نحن:
  إن ذكر الوالد كلمة (الحمق) فيها مجاز مرسل، حيث أطلق الُمسبَّب وأراد السبب ... وأن العلاقة الجامعة هي علاقة الُسبَّبيَّة(١)
٣ - العلاقة الكُلَّية
  في هذه العلاقة تُطلق كلمة تدل على الكل، وأنت تريد بها الجزء مثال ذلك قولك: شربت ماء النيل.
  الحقيقة أنك لم تشرب ماء النيل، ولا أنت قادر، حتى ولو اجتمع معك مليون شخص، على شرب ماء هذا النهر العظيم ... وإنما شربت كأساً أو عدة كؤوس من ماء النيل.
  لقد أطلقت الكل، وأردتَ الجزء وبهذا الإطلاق وهذه الإرادة، أتيت بالمجاز مرسلاً ... وكانت العلاقة فيه الكلية ... والقرينة الدالة على المجاز عقلية.
  ومثل ذلك حين نقول: سبحت في البحر.
  إن أصغر بحر في العالم يتسع لأكثر من ألف سفينة وسفينة، وحجمك الإنساني لا يزيد على مترين طولاً ونصف متر عرضاً ... فكيف تسبح - وأنت في هذا الحجم - في البحر؟
(١) هذه العلاقة هي ذاتها العلاقة الملزومية التي ذكرها ابن السبكي في عروس الأفراح.