قصائد من قصيد
قصائد من قصيد
  ولا بن جابر الأندلسي - صاحب البديعية - الأبيات التالية:
  يرنو بطرف فاتر ... مهما رنا ... فهو المنى ... لا أنتهي عن حبه
  يهفو بغصن ناضر ... حلو الجنى ... يشفي الضني لا صبر لي عن قربه
  لو كان يوماً زائري ... زال العنا ... يحلو لنا ... في الحب ان نسمى به
  أنزلته في خاطري ... لما دنا ... قد سرنا ... إذ لم يحل عن صبه
  وهذه الأبيات من الرجز التام، وهو الضرب الأول منه. فإن تركتها كانت على حالها من التام، وإذا أسقطت من البيت الأول «لا أنتهي عن حبه» ومن الثاني «لا صبر لي عن قربه» ومن الثالث «في الحب أن تُسمى به» ومن الرابع «إذ لم يحل عن صبه» صارت من الرجز المجزوء.
  وإن أسقطت من البيت الأول «فهو المنى» إلى آخره، ومن الثاني «يشفي الضنى» إلى آخره، ومن الثالث «يحلو لنا» إلى آخره، ومن الرابع «قد سرنا» إلى آخره، صارت من الرجز المشطور.
  وإن أسقطت من الأول «مهما رنا» ومن الثاني «حلو الجنى» ومن الثالث «زال العنا» ومن الرابع «لما دنا» إلى آخره صار من الرجز المنهوك.
  وكأن هذا اللون أعجب كثيراً من الشعراء فراحوا ينظمون على منواله، ويتفننون في معانيه.
  ***
  هذا أبو جعفر الغرناطي ينظم على صورة النوع الأول فيقول(١):
  يا راحلاً يبغي زيارة طيبة ... نلت المنى ... بزيارة الأخبار
  حي العقيق إذا وصلت وصف لنا ... وادي منى ... يا طيب الأخبار
  وإذا وقفت لدى المعرف داعيا ... زال العنا ... وظفرت بالأوطار
(١) ولد بعد سنة ٧٠٠ للهجرة، ورافق ابن جابر الأندلسي الأعمى ورحل معه إلى المشرق، وقام بحلب نحو ٣٠ سنة، توفي سنة ٧٧٩ هـ / ١٣٧٨ م (الأعلام ١/ ٢٧٤).