المشكلة
المشكلة
  المشاكلة في اللغة تعني المماثلة والموافقة تقول: هذا على شكل كذا أو على مشاكلته بمعنى أنه نظيره ومثيله.
  والمشاكلة في البلاغة تتشرب بعض المعنى اللغوي، وقد عرفها العلماء بقولهم هي ذكر الشيء بغير لفظه لوقوعه في صحبته. وضربوا على ذلك الأمثلة الكثيرة منها: قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}[الشورى: ٤٠]. وقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: ١٩٤].
  إن الملاحظ في هاتين الآيتين الكريمتين ورود لفظ «سيئة» مكررا، ولفظ «اعتدى» مكرراً على صورة «فاعتدوا». ونتساءل: هل المراد في الآية الأولى أن ترد الإساءة بالإساءة، والسيئة بالسيئة، وفي الثانية نقابل الاعتداء بالاعتداء؟ أو أن المراد شيء آخر، وأن اللفظ الذي تكرر لا يحمل المعنى ذاته الذي هو للفظ الأول؟
  لقد وقف العلماء أمام هذه الآيات الكريمة وقالوا: إن المراد بقوله تعالى {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}[البقرة: ١٩٤] هو المماثلة في القصاص. فمن قتل بحديدة قتل بها، ومن قتل بحجر قتل به.